قراءة سريعة في خطاب الرئيس.... بقلم الدكتور حسام الشاذلي ....


...قراءة سريعة في خطاب الرئيس  
Press Photo 1بقلم الدكتور حسام الشاذلي 
 
عندما شاهدت وإستمعت إلي خطاب الرئيس في ساعة متأخرة من مساء أمس كنت في أشد حالات الإرهاق بعد رحلة سفر طويلة بالطائرة ولكن الرئيس مرسي إستطاع أن يبقيني منتبها تماماً حتي آخر كلمة وأخر آية ، 
 
والمتمعن  في خطاب الدكتور مرسي يستطيع أن يشعر بمدي صدق لغة الحوار ومحتواه وكذلك التطور الملحوظ في قدرة الرئيس علي جذب إنتباه مستمعيه والتواصل معهم  ، ولكنني وبعين وأذن المدقق والمحلل لما وراء العبارات وما تحمله الحروف والكلمات أري في هذا الخطاب بداية لمرحلة جديدة في حياة البلاد وذلك لما يلي : 
أولا : أصل الخطاب لعرف ديمقراطي عريق وهام يمثل في تقديم رئيس الجمهورية لكشف حساب واضح و صريح لشعبه لا يخجل فيه من الإعتراف بالخطأ قبل تسجيل الإنجازات وهو موقف وعرف لم يعهده  المصريون من رؤسائهم قبلا ولم يشبوا  عليه ، وهو تقليد يمثل محركا هاما وقدوة فاعلة  ورسالة قوية  لكل مسئول علي أرض مصر بأنه لا شخص فوق الحساب ولا عيب في مراجعة القرارات و تصحيحها 
ثانيا : أصدر الرئيس قرارت محورية وهامة و أهم ما أراه فيهاأنها مقدمة  لأفعال جسام وتغيير حيوي في أسلوب ومنهجية مؤسسة الرئاسة لكي تنتشل الوطن من بؤر المؤامرات وترسم خارطة طريق لإستراتيجيات لم الشمل وثورة التطهير ، وإن كان تمكين الشباب من أهم هذه القرارات إلا إنني أري  أن هذا التمكين لن يكتمل إلا بإعطاء فرصة كاملة للشباب في تكوين الأحزاب بعيدا عن الشروط المعوقة لذلك بما فيها عدد التوكيلات وتكلفة النشر والمقررات غيرها حتي يكون للأجيال الجديدة دورا واضحا في رسم سياسة البلاد وتطبيقها  ، كما أنني ما زلت أري أن إستراتيجيات إدارة المرحلة يجب تحديثها وتفعيل منظومات إدارة التغيير المتقدمة  بما يتناسب مع حجم التحديات والأزمات التي تعيشها البلاد وتواجهها ، 
ثالثا : إن إختيار الرئيس لإسلوب المواجهة مع شخصيات محددة من المفسدين والفلول ومثيري الفتنة وصناع  الخراب لهو تغيير محوري يجب أن يعيه القاصي والداني بما فيهم أبواق الإعلام الفاسد والذي لم يري ردا علي ذلك إلا التواصل مع هذه الشخصيات لمعرفة رد فعلها علي كلام الرئيس ، ولم يعي هؤلاء أن الرئيس عندما حزم أمره ووجه كلامه لأسماء بعينها فهو يوقع بإسم الشعب علي مرحلة التطهير الثوري والتي طالما حلم بها كل الثوار ومن قبلهم شهداء مصر الأبرار ، فهي رسالة واضحة بأن القانون الثوري سيفعل ليطهر ،  وأن من فسد وأفسد بات يومه قريبا وحسابه عسيرا ، فقد وضعت الأسماء علي القائمة السوداء ولا مفر من العقاب ولا من عدالة السماء ، 
رابعا : إن رسالة الرئيس للشرطة والجيش أصلت لعهد جديد مترابط وقوي يقف فيه كل الشرفاء جنبا إلي جنب من إجل أمن هذا الوطن وجاء تأكيد الرئيس علي دور الجيش في الوقوف إلي جانب الثورة والذي سجله التاريخ لا يقل عن الدور الذي ينتظره المصريون من جهاز الشرطة في مصر الجديدة ، وفي حماية الأرواح والممتلكات ، ولهذا فقد أسس الرئيس لمرحلة جديدة في عهد الداخلية يعيد لها هيبتها النابعة من إحساس المواطن بالدور والتضحيات التي يبذلها كل فرد من أفرادها في موقعه ، 
 خامسا : إن اللجنة العليا التي وجه الرئيس بتشكيلها لمناقشة بنود الدستور محل الخلاف ووعده بطرح ما تتوصل إليه علي البرلمان لإقرار تلك التعديلات لا يدع أي مجال للشك في مدي حرص الرئيس علي أن يكون دستور مصر  لكل المصريين معبرا عن أحلامهم وآمالهم مهما إختلفت توجهاتهم  ، 
 
لقد إستطاع الرئيس مرسي أن يضع مصر علي بداية عهد جديد لديمقراطية حقيقة يقف رئيسها ليحاسب نفسه أمام شعبه ، يعترف بأخطائه ويمد يده لكل مصري من أجل خير هذه البلاد ، اللهم أحفظ لمصر رئيسها وجنبنا شر الفتن واقسم  لنا من رحمتك ما تؤلف به قلوبنا ، إنك نعم المولي ونعم النصير ، 
 
 الدكتور حسام الشاذلي هو المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ، والرئيس التنفيذي  الحالي لمجموعة سي بي آي الدولية السويسرية العملاقة ، أستاذ إدارة التغيير والتخطيط الإستراتيجي بجامعة كامبيردج المؤسسية ، وعضو المكتب التنفيذي للقوي الوطنية ورئيس القسم المصري بالهيئة الدولية للمفوضيين الدبلوماسيين والتابعة للأمم المتحدة ،

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي