لماذا نقاطع دستور الإنقلاب بقلم الدكتور حسام الشاذلي

 لماذا نقاطع دستور الإنقلاب
بقلم الدكتور حسام الشاذلي 

١- إن هذه الوثيقة التي كتبت بدماء الآلاف من المصريين وحررت نصوصها في خضم هدم البيوت وإنتهاك الأعراض وأعتقال الشباب وإغتيال العقل الجماعي للمجتمع ، وتقسيم الشعب ما هي إلا تجسيد لإنقلاب عسكري باطل أطاح بحكم أول رئيس مدني منتخب عرفته مصر منذ أمد بعيد ،

٢- إن الدساتير هي عقود إجتماعية بين النظم الحاكمة والشعوب ولكي تحقق هذه العقود أهدافها فيجب أن تصاغ وتكتب في ظل توافق شعبي وحالة من الإستقرار النسبي ، وبعيدا عن القهر والظلم والدماء والمعتقلات ، أما دستور الإنقلاب فهو وجه قبيح لجرائم لم يعرف التاريخ مثلها إلا في حروب النازيين والإستعمار كتبت فيه وثيقة للدم سطرها شركاء الإنقلاب وأعوانه ولا يتوفر فيها ولا في من كتبها ولا في المناخ التي كتبت فيه أي شرط من شروط كتابة الدساتير الديمقراطية

٣- إن الدساتير الديمقراطية تقوم علي أن الشعب هو مصدر السلطات لأي نظام حاكم ، أي أن من يكتب الدستور يجب أن يكون ممثلا للشعب وحاملا لآماله وهمومه ، ولهذا فقد أثبتت الدراسات بأن الدساتير الديمقراطية يجب أن تكتب إما من خلال لجنة منتخبة إنتخاب مباشر من الشعب أو منتخبة من برلمان إنتخبه الشعب ، أما دستور الدم الذي كتبته فئة معينة من جناح عسكري إغتال حق الشعب في تقرير مصيره وقوض أركان أول تجربة ديمقراطية حقة فلا يمكن أن يكون دستورا لمصر ولا للمصريين ،

٤- إن القاعدة الديمقراطية تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن من يكتب الدستور ومن يسن قوانينه ويطبقها هو أهم من محتوي الدستور نفسه أو من القوانين المنبثقة عن مبادئه الدستورية ، فكم من ديكتاتوريات غاشمة كتبت أعظم الدساتير و سنت أعدل القوانين ولكن لم تطبقها أو تلقي لها بالا ودستور ٧١ وعصر المخلوع مبارك هو الدليل الحي علي هذه القاعدة ، فكيف لشعب يحلم بالعدل والديمقراطية أن يراها تتحقق بأيدي من قتل أبنائه وأعتقل زهرة شبابه وإنتهك الحرمات والأعراض وحول البلاد لسجن كبير ومعتقل بغيض ،

٥- إن الدساتير هي مبادئ تنبثق منها القوانين ولا يتحقق غرضها ولا مأربها إلا بضمان عدالة القوانين المنبثقة عنها ، وإذا كنا نواجه في مصر قضاء ومحاكم ونيابات وأجهزة أمن تلفق التهم ليل نهار وتحاكم الأطفال علي حيازة المساطر وتتهم الفتيات الغض يهدم المنشئات وتكيل التهم والأحكام بلا دليل ولا سند ، وفي الوقت ذاته تحاكم كل قاض شريف وتعتقل كل قانوني حر وتهدم المؤسسات وتروع منظمات حقوق الإنسان فكيف يمكن لهذا النظام الفاشي الفاشل أن يسن قوانين عادلة تنبثق عن مبادئ دستورية محكمة أو أ يطبق تلك القوانين ويضمن نزاهتها ،


الدكتور حسام الشاذلي هو المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ، والرئيس التنفيذي الحالي لمجموعة سي بي آي الدولية السويسرية العملاقة ، أستاذ إدارة التغيير والتخطيط الإستراتيجي بجامعة كامبيردج المؤسسية ، وكيل مؤسسي حزب ثوار التحرير ، وعضو المكتب التنفيذي للقوي الوطنية ورئيس القسم المصري بالهيئة الدولية للمفوضيين 

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي