جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي



 جيم أوفر - Game Over 

 دعوة للتفكير ! الحلقة الثامنة 
سلسلة حلقات تحليلية متخصصة
بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي

عكفت كثيرا علي محاولة دراسة حالة مصر منذ كتابتي للحلقه السابقه من هذه السلسلة باحثا في إمكانية أن يتمكن التغيير المدمر من مقدرات بلد بحجم مصر بهذه السرعه وفي زمن لا يتعدى الثلاث سنوات ، 
وبالبحث والتدقيق توصلت إلي أن التغيير المفجع الذي ضرب أم الدنيا تم ويتم بإستخدام منظومة إستخبارية متطورة جدا وهي منظومة خلق دوله في عالم إفتراضي لا وجود له في حقيقة الأمر ، 
وقد بدأ رسم هذه المنظومة والتأصيل لها منذ أمد بعيد قبل الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب ، الدكتور محمد مرسي ، وهنا يمكننا توصيف هذه المنظومة كالتالي :

إعداد المسرح للإنقلاب العسكري : 
حيث تم خلق عالم وهمي بإستخدام أدوات ماهره تمثلت في الإعلام وجبهة إنقاذ مصر وحركة تمرد وكلها كيانات وهميه تم زرعها واستخدامها لبث أكاذيب وهميه عديده بالمئات في وقت واحد ، حيث بدأت ملفات العالم الوهمي في التحميل داخل عقول المصريين ، تلا هذا الموضوع إعداد مسرح 30 يونيو الوهمي الذي خلق أكذوبة 30 مليون متظاهر ولا تعجب في تكرار الرقم 30 فهو أيسر عندما تختلق عالم من لا شئ ، ثم تسخير أحنك المخرجين لرسم الصورة الوهميه للإعتراضات المليونية وبثها في كل مكان ،

الإنقلاب العسكري ودولة الوهم : 
في ذلك اليوم المشؤوم تم إعداد مسرح إفتراضي لإعلان عزل الرئيس من خلال صورة ذهنية تقدم الأزهر والكنيسة والأحزاب الدينيه والليبراليه وكأن مصر كلها قد إجتمعت علي هذا القرار وحقيقة الأمر أن كل من تواجدوا لم يكونوا أكثر من مجموعة من الأحزاب الوهميه التي لم يكن لها أبدا تأثير علي أرض الواقع إضافة إلي مجموعه تمثل الفساد في أزهي عصوره إضافة إلي البرادعي الذي لم يجرؤ أن يرشح نفسه في إنتخابات الرئاسه لعلمه بحقيقة شعبيته في الشارع وحزب النورالأمني الذي بدون مساندة الحرية والعدالة لم يكن ليعرفه أحد سياسيا علي أرض المحروسة، ولأن لكل عالم إفتراضي مبرمج ماهر يكون هو الحقيقة الوحيده في المنظومه فقد كان هذا المبرمج ومازال  هو وزير دفاع الرئيس مرسي وقائد الإنقلاب العسكري،
ومن هنا بدأت اللعبه وتم إتمام تحميل ملفات العالم الإفتراضي لمصر الوهميه والتي نتعرض لتوصيفه بأمثلة محدوده لا يتسع المجال لأكثر منها :

الأعلام في مصر الافتراضية:
لعب الإعلام ولاينفك يلعب دورا رئيسيا في العمل علي إستمرار تواجد الشعب المصري داخل أسوار دولة الوهم ، فرابعه هي تجمع للإخوان الإرهابين ولنكاح الجهاد وما إلي ذلك من أكاذيب مختلقه يعلم الجميع أنها وهم ، فالإخوان بغض النظر عن نجاحهم أو فشلهم سياسيا هم فصيل يشارك في الحياة الإجتماعية والسياسية بمصر منذ أكثر من ثمانين عاما ولا يوجد شارع ولا حاره إلا ويعرفهم الناس فيه ، وحتي علي المستوي السياسي الدولي فقد تم توصيفهم كفصيل سياسي معتدل يمكن العمل معه ، ولكن العقول المغيبه داخل العالم الإفتراضي لا تفكر ولا تحلل ولكنها عقول ممسوحه وقطع شطرنج يحركها المبرمج طبقا لخطة مدروسه وأكواد محدده ،

وتستمر اللعبه فمصر تتعرض لمؤامرة كونيه يتحكم فيها مجلس العالم والكل يتآمر أمريكا وأوروبا وقطر وتركيا وحتي بلاد الواق الواق ، وتري شعب اللعبه المغيب يومئ بالموافقه والتأييد لكلام وهمي جلي واضح فكيف لكل بلاد العالم أن تتآمر علي دولة ليس لديها أي شئ ويعيش نظامها علي المعونات، يمكن طمعانين في الفكه ، واليوم روسيا هي حليفنا الوحيد وغدا تتآمر مع تركيا علينا وبعده تحارب معنا الإرهاب بسيناء واليوم أمريكا تركع لنا ولقد أسرنا قائد الأسطول السادس وهيلاري ذكرت هذا في كتابها ، ولا يعي هؤلاء الحمقى ما يقولون واتحدي أن يكون أحدهم قد إطلع علي مذكرات كلينتون ففي عالم الدولة الإفتراضيه الكتب هي مجرد صورة علي غلاف ،  وأصحاب العقول الممسوحه يرددون الكلام طبقا في كل مكان ولقد لاحظنا مدي تطابق نفس الجمل والعبارات التي يرددها شعب العالم الإفتراضي في   كل محفل  ،

العلاج بالكفته في مصر الإفتراضيه: 
قد يتعجب بعض الواعيين كيف يمكن في أي دولة أن يخرج علينا مثل هذا المعتوه عبد العاطي بقصة الكفته والإيدز في القرن العشرين ولكنها متطلبات العالم الإفتراضي الذي يجب أن يقدم لك بعض الوجبات الكوميدية لكي تبقي مغيبا تحت قواعد اللعبه ولذلك فلا عيب في وجود عكاشة وموسي وحساسين وفرقة الأراجوزات ،

قناة السويس  :
في مصر الإفتراضيه يمكنك أن تفعل ما تشاء وتدعي ما تشاء فتحفر قناه ستغير ملامح الإقتصاد منذ أول يوم ، وتقيم الاحتفالات التي لا يحضرها أحد وتتحدث عن إنجازات يتعجب العالم كله من أين أتيت بها ولكنه عالم المبرمج وشعبه الإفتراضي حيث الكل دمي بلا صوت أو رأي ، أما إذا تعطلت برمجتك أو كنت ممن إستطاعوا من أن يبقوا خارج أسوار هذا العالم فقد تقتل أو تعتقل أو تنفي أو تختفي ،

الإقتصاد في مصر الإفتراضيه : 
في دولة العالم الإفتراضي يمكنك أن تدعو لمؤتمر إقتصادي دولي تتصارع فيه كل دول العالم علي توقيع الاتفاقيات البليونيه معك وتفرض فيه كل شروطك، وحتي إن كانت الدولة قد أشرفت علي الإفلاس الرسمي طبقا لقيمة الاحتياطي النقدي وحجم الدين الداخلي والخارجي وحتي لو حقق الدولار معدلات فلكية وخرج الجنيه المصري من سلة العملات في دول كثيره فيمكنك أن تعلن أن الإقتصاد جيد وأن الإنجازات تتحقق ويمكنك أن تضغط زر فيخرج أحد قطع الشطرنج الإعلامي ليتحدث عن أن العام القادم هو عام الرخاء وكل عام هو عام قادم ولكن شعب اللعبه مبسوط مخدر يتحدث دائما بأن كله تمام والعيب في الناس ، ولا عجب فكلهم ملفات في لعبة قذره ورطت مصر والمصريين لأجيال قادمه ولكن لا حياة لمن تنادي ،

سيناء والإرهاب : 
في مصر الإفتراضيه تتحدث كما تشاء عن سيطرة الجيش علي سيناء وعن القضاء علي كل بؤر الإرهاب ولكن لا تسأل عن غياب الأمن والأمان وقتلانا من الجنود والضباط وتهجير الناس والحوادث كل يوم وليله ففي دولة الوهم يغيب العقل ويبقي الخوف والفساد ، ففي دولة الوهم يبقي القضاء شامخا حتي وإن حوكم الأطفال ممن لم تتعدى أعمارهم العاشره وحتي إن إحتلت مصر المرتبه قبل الأخيره عالميا في نزاهة القضاء

الدين الجديد في مصر الإفتراضيه: 
في دولة العالم الإفتراضي تخرج علينا عمائم نجسه وذقون مأجوره لتشكك في البخاري ومسلم وتفتي بأن الحجاب ليس بفرض ، تشوه المناهج وتحذف الغزوات ، وتصبح القدس عاصمة لإسرائيل و يصبح الكيان الصهيوني أقرب إلينا من المقاومة الفلسطينية، في ذلك العالم الوهمي تمحي الهويه وتخاف الناس من التردد علي المساجد وتصبح علبة السجائر آمنة عن حملك لكتاب الله في لجنة تفتيش العالم ، وتري الرؤوس تهمهم والألسنة تردد  كفر الكلام وأقبحه ، ففي مصر الوهم تأمن العاهرة علي نفسها وتخاف المنقبة أن تخرج أو تعمل ، في مصر الإفتراضيه تري العقول الممسوحه تتحدث وتحث بلا وعي ولا فهم ، ولا شك في أن تعليقات شعب الوهم علي هذا الكلام سيعطيك مثالا واضحا علي تغييب العقول وتفاهة الحجه ،

مصر في العالم الإفتراضي: 
في مصر الوهم يشكل المبرمج عالما موازيا يدعو فيه لمؤتمر للشباب يحضر فيه إناس تم صناعتهم حديثا علي صفحات التواصل الاجتماعي للعالم الوهمي ومن خلال كيانات إفتراضية وهميه لا تختلف كثيرا عن حركة تمرد ، وتري الأحاديث والمناقشات الوهميه تتعالي وتذاع وكأننا لا نعرف شباب مصر ولا نتعرف عليهم وكأننا لا ندري أن شبابنا بين شهيد اومعتقل ومنفي او مختطف  وكأن مصر ليست بمصر ،

إن الحياة خارج منظومة العالم الوهمي بمصر قاسية خطره قد تكلفك حياتك أوقد تجبرك علي الهروب إلى أفريقيا أو كوريا أو السودان ،
ولكن  يبقي الأمل ،  فلا يوجد برنامج كامل ولا يوجد مبرمج بمنأى عن الاختراقات الحرفيه ، وطريق الخروج من ذلك العالم الإفتراضي مرهون بضغط زر نهاية اللعبه، جيم أوفر ، تلك الحركه التي قد تتمثل في مبادرة وطن للجميع ، أو ثورة الغلابه، أو ثورة الشعب المصري أو في ثورة شرفاء الجيش والشرطه   فكلهم مصريون وطنيون ، فقد دقت نواقيس الخطر وقد نفذ الوقت وانتهت اللعبه ، جيم أوفر،




Comments

Recent Articles

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي