المعارضة المصريه بين الهدم والبناء ومعاول الأهواء من سلسلة دعوة للتفكير بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي


المعارضة المصريه بين الهدم والبناء ومعاول الأهواء
من سلسلة دعوة للتفكير بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي 

خرجت علينا صحيفة المصريون وما أدراك ماهي صحيفة المصريون ومن وراءها بزعم أن مصادرها الألمعية السرية ذات الكرة البلورية وصاحبة القدرات الخزعبليه قد توصلت إلي أن الدكتور أيمن نور يقود تحالفا جديدا في الخارج ضد شرعية الدكتور مرسي ،  الأمر الذي كذبه أيمن نور بعد ساعات من الكشف الوهمي مما يضع مصداقية الصحيفة في خبر كان ويجعل من جملة أخبارها حكايات ألف ليله ليله لخدمة السلطان ونظام السلطان ، 
ولكن الأمر المخزي والمحزن هو تلك الحملة الهجومية من تصريحات وكتابات لمجموعة أخذت علي عاتقها في الفترة الأخيرة مهاجمة أي مبادره والقضاء علي أي محاولة للخروج من حالة الجمود الثوري والسياسي وكأنهم أصحاب صك يورثهم مصر والمصريون ، وحقيقة الأمر أنهم عن عمد أو عن غير عمد يقدمون أكبر خدمة للنظام الحاكم ومن يسانده وكما قلت مرارا وتكرارا ' ليس من الضروري أن تكون جاسوسا لتخدم أي من أعدائك ولكن كفاك أن تكون غبيا لتخدم كل أعدائك '

وبدون الخوض في نوايا هذه المجموعة وأغراضها الشخصية أو من وراءها ، فإني أدعوكم إلي أن نتفكر في ما نقرأ أو نسمع وألا نقع فريسة سهلة لعمليات إستخبارية بدائيه وأدوات هدم واهيه عفا عليها الزمن من كثرة الإستخدام والتكرار ، وعملاء مدربون يتصدرون المشهد كلما حان الوقت أو لاحت الفرصه ، حتي وإن كانت تلك الفرصه أفسد من أن تقتنص وأحقر من أن تعتبر، 

فحقيقة الأمر أن التحالفات يحمل إسمها وصفها وصفاتها فهي تجمع أطيافا مختلفه ومدارس سياسية متعدده تحمل رؤي متباينة تجاه كل القضايا المطروحه بما فيها قضية عودة الرئيس الشرعي المنتخب فرج الله أسره وفك عنه كربه ، وهذه هي طبيعة الحياة السياسيه والعمل العام الذي لا يمكن الحجر عليه وعلي أراء من يعملون به ، 

أما عن إستعمال صحيفة المصريون لإسم الدكتور أيمن نور فهو من قبيل الفرقعات الصحفية التي تخدم أهداف الإنتشار علي حساب المصداقية وتقوم بدور إستخباري واضح من أجل القضاء علي أي محاولة جادة لإحياء المعارضة المصريه وجمع أطيافها المختلفه تحت مظلة واحده ، ولا يمكن هنا أن نتجاهل إحقاقا للحق بأن الدكتور أيمن نور قد أوضح أكثر من مره وعلي أكثر من شاشه وفي أكثر من محفل تأييده لشرعية الدكتور محمد مرسي ، 
وإذا رأيتم الرجل يتردد على المساجد ، فإشهدوا له بالإيمان " 

أما علي الصعيد الآخر فيجب علينا في هذه المرحله الحرجه من تاريخ مصر والتي لم يدخر الإنقلاب جهدا في تخريبها وتدمير إقتصادها ومستقبلها أن نتزين بالوعي والحكمه في مواجهة هذه المحاولات الدائمه والمتكرره من أجل هدم أي كيان جديد يجمع الأطياف المختلفه ويؤصل لبناء كيان معارض قوي بهدف تحرير مصر و المصريين ، 
ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الذين يحملون رايات الهدم والفرقة لم يأتوا بأي جديد ولم يسجل لهم التاريخ ذكرا ولا نجاحا في مواجهة الإنقلاب وسياساته وساسته ، اللهم أنهم يتفنون ويبدعون في الهجوم علي أي محاولة أو شخصية تتبني فكرا جديدا بدون تقديم أي حلول بديله أو الخروج من صفحات التواصل الاجتماعي لأي عمل حقيقي مؤثر ، دائما وأبدا متخفيين في شرعية الرئيس المنتخب ، 
أما واقع الأمر أن شرعية الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي لا تحتاج لتأكيد من أحد ولا يجب إستخدامها كمعول للهدم والتفريق ، فلم يكن الرئيس داعي هدم أو فرقة في يوم من الأيام فقد كان هدفه وكانت رؤيته أن يكون حكمه وانتخابه جامعا لأطياف مصر المختلفه من أجل بناء دولة العدل والمساواة والديمقراطية ومن لا يعلم ذلك فليدرس ليتعلم وينصت ليسمع ويعي ليفهم ، 

إن لب الأمر وخلاصته أن محاولات الإصطفاف الحقيقه قد بدأت مع الجمعية الوطنية الجديدة وحركة وطن للجميع وميثاق الشرف الوطني وميثاق المبادئ ، وقد نجحت هذه المبادرات والكيانات ولأول مره في وضع حجر الأساس لأول مظلة جامعة لأطياف المعارضة المختلفة من أدناها لأقصاها ، تلك المظلة التي ستمثل برلمانا لمعارضة قوية لا حجر فيه علي أحد ولا مصادرة لرأي ولكنه هدف واحد جلي منير كشمس يوم مشرق صحو ألا وهو تحرير مصر وشعبها ، 

ولا تنفك هذه المجموعة المخلصة من أبناء مصر الأحرار تعمل لتطور هذا الكيان وتنقية أجواءه من سموم بثت وزرعت ومن آثار خلافات حادة وعقيمه ويتم هذا بصورة محترفة وعن طريق فريق متخصص مما يعظم فرص النجاح ويقلل من إحتمالات الفشل ، وتتميز هذه المجموعة عن غيرها بقدراتها التي تتطور يوم بعد يوم علي قبول الآخر وصناعة حوار سياسي مؤثر في الداخل والخارج وبناء هيكل دولي وإقليمي فاعل علي المستويين التخطيطي والتنفيذي وهذا هو جل ما نحتاج إليه من أجل صناعة التغيير المحتمل وتحقيق الأمل المرتقب ، 

وعليه فأذكركم ونفسي بأن المصاب فادح والحدث جلل فدماء الشهداء لا تتوقف عن النزيف في داخل المعتقلات وخارجها ومن نيران التصفيات وقهر الظلم والغربة والمنفي ، فلنستشعر جميعا تلك المسئولية الضخمة ولنعمل من أجلها ، ولنكن جميعا أدوات للبناء ولنترفع عن سياسات الهدم والفرقه والأهواء ،  والتي لا تخدم إلا الإنقلاب وأعوانه ، 
فلنطهر أنفسنا من أهوائها ولنستعد لمعركة الحق مع الباطل فقد باتت طبول الحرب تقرع في كل يوم وليله ، ولندعو الله العلي الجليل أن يتقبلنا في من عنده وأن ينعم علينا بذلك اليوم الذي نري فيه مصر حرة مستقله آمنة عزيزه ، 
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد 

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي