الرئيس 'المنتخب' والشعب 'المختطف' والحلقة 'المفقودة' بقلم الدكتور حسام الشاذلي ، المستشار السياسي والاقتصادي الدولي




الرئيس 'المنتخب' والشعب 'المختطف' والحلقة 'المفقودة'
بقلم الدكتور حسام الشاذلي ، المستشار السياسي والاقتصادي الدولي
إن المعلومات التي تم تداولها خلال محاكمة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي عن تعرض حياته للخطر وعن منع الزياره عنه من أسرته وهيئة دفاعه لمدة أربع سنوات ، يجب أن لا تمر علي أي منا مرور الكرام ولكنها معلومات وحقائق تستوجب الوقوف بالبحث والتدقيق وتطرح عدة أسئلة تسبقها تساؤلات من أهمها ، 
هل قامت المعارضه بواجبها نحو الرئيس المنتخب ؟
هل وصلت حالة الرئيس لما هي عليه الآن نتيجة لعدم إهتمام الأطراف المختلفه داخل المعسكر المناهض للإنقلاب بقضيته ، وتحولها لمجرد خبر عن جلسه أو عنوان في قضيه ؟
كيف يمكن أن يتعرض رئيس منتخب بأكثر من خمسين في المائة في بلد يفوق تعدادها التسعين مليون لمثل هذه الإهانة والخطر داخل سجون الإنقلاب ومعتقلاته ؟ 
والإجابات هنا أوضح من الأسئله وأقوي من التساؤلات ، فبلا أدني شك لم تقم المعارضه بواجبها نحو الرئيس المنتخب ولم تتضافر الجهود أو تستمر للدفاع عنه محليا أودوليا ، ولا يجب أن ننكر أن الرئيس قد وقع ضحية لصراعات شخصية وفئوية كثيره ، وقع الرئيس ضحية لإمكانيات ضحلة وقدرات محدوده في العمل والتخطيط لا تختلف كثيرا عن تلك القدرات التي أوصلت البلاد للإنقلاب العسكري وضياع حلم الحرية والديمقراطية ، 
وقع الرئيس الشريف المنتخب ضحية لمجموعات نشرت الكره والحقد تحت شعار الدفاع عن شرعيته فبدلا من إن تخطط لتجمع الناس للدفاع عنه، وتبقي القضية حية ملتهبة تحرق كل من يفكر أو يتفكر في أن يمس الرئيس ، بدلا من هذا نصبت هذه المجموعات الغير مؤهلة من نفسها حكما علي الجميع و رأت في كل معارض بارز أو صاحب فكر عدو يجب القضاء عليه وتشويه سمعته ، حتي لم يتبق إلي تلك المجموعة التي لا تعي ولا تعلم ولا تقوم إلا بأعمال لا تفيد ولا تدعم ، 
ولا يمكن لعاقل هنا أن يلقي بما وصلت إليه حالة الرئيس علي أكتاف الإنقلاب وزبانيته ، فلا يسأل القاتل عن الرحمه ولا يتساءل صاحب لب عن قانونية ما يقترفه النظام الإنقلابي ليس فقط مع الرئيس مرسي ولكن مع آلاف المعتقلين والضحايا والشهداء ، فليس للإنقلاب دين ولا لزبانيته قلوب ،
ولكن حقيقة المسؤلية تقع علي عاتق حاملي راية الشرعيه وأعضاء المعسكر المناهض للإنقلاب ، هؤلاء الذين شغلت الكثير منهم صراعاتهم الشخصية وأهدافهم الدنيوية وسعيهم لتصدر المشهد عن واجبهم تجاه الرجل وأسرته ، ذلك الرجل الذي يحمل أمانة أكثر من ثلاثة عشر مليون مصري ومصرية هم من أعطوه أصواتهم في أول إنتخابات حرة نزيهه في تاريخ مصر الحديث ، هذا الرجل الذي يحمل مسئولية أكثر من تسعين مليون مصري نصب عليهم رئيسا بعد الإنتخابات ، 
وهنا يجب أن يدق ناقوس الخطر في الآذان ويصدع صوت الحق بين الأنام لكي نعيش ونتعلم ونفهم لنتفهم ، بأن إهانة الدكتور مرسي هي إهانة لكل مصري حر شريف وأن تعريض حياته للخطر هو خطر علي حق الحرية والأمل لكل مصري ومصرية يعي ويعلم حق وقيمة رئيسه المنتخب ،
إن النظام الإنقلابي في مصر قد إختطف الشعب قبل الرئيس وإغتصب حقه وصوته قبل أن يسجن رئيسه المنتخب ،
هذا الشعب الذي لا يزال مختطفا علي أيدي عصابة من اللصوص ، دمرت البلاد وأهلكت العباد وأشاعت الفوضي والفقر والمرض والإرهاب والقهر والظلم والقتل فباتت إحتلالا جديدا لأرض مصر وشعبها ورئيسها ، 
وعلي هذا فيجب علي كل مصري حر شريف وعلي كل جبهة وهيئة وحزب ومؤسسة يقودها مصريون شرفاء وعلي كل جهاز ومؤسسة إعلامية محترفة أن تجعل الرئيس لب إهتمامها ومحور عملها ونشاطها ،
إما علي المستوي الدولي فيجب أن تتولي لجنة محترفة متخصصه قضية الرئيس بكل أبعادها الإنسانية والحقوقية والسياسية والقانونية ، فالدفاع عن الدكتور مرسي هو دفاع عن مصر ، وتحرير الرئيس هو تحرير لشعب مختطف وأمة مقهورة ، 
ولا يتعارض ذلك مع كونك مؤيد أو معارض للدكتور مرسي ولا يتعارض مع كونك متفق أو مختلف مع عودة الدكتور مرسي ، ولكنه لب الديمقراطية وأصل وجودها في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، ذلك الحق الذي لا يعرفه العسكر ولا يعترف به الإنقلابيون في أي مكان أو زمان ، ولكم في محاولة الإنقلاب التركي درس وعبر ،
فلنعمل جميعا من أجل إنقاذ حياة الرئيس المنتخب ومن أجل تحرير الشعب المختطف ،
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ،

Comments

Recent Articles

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي